أبرز المخالفات الواقعة زمن الامتحانات ( خطبة مكتوبة)
صفحة 1 من اصل 1
أبرز المخالفات الواقعة زمن الامتحانات ( خطبة مكتوبة)
أبرز المخالفات الواقعة زمن الامتحانات
إَنْ الْحَمْدَ لِلَّهِ نحمده ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومن سَيئات أعمَالنا مَنْ يَهْدِه اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
أما بعد:- فَإِنَّ خَيْرَ الحديث كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ-صلى الله عليه وسلم- وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وكلَّ محدثةٍ بدعة وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وكلُّ ضَلالةٍ في النَّارِ.
أيها الناس، إن مواسم الاختبارات التعليمية- ونحن على أبوابها- مواسمُ بالغةُ الأهمية ليس لما فيها من الاختبار ثم ما يتبعه من النجاح والرسوب فقط، ولكن لأنها مواسم تقع فيها كثير من المخالفات مما لا يجوز السكوت عنه،ومنها عشر مخالفات:
المخالفة الأولى: ضعف التوكل على الله, ومعلوم أن التوكل على الله من أعظم العبادات القلبية وليتذكر المؤمن قوله تعالى: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه"،والتوكل هو الاعتماد بالقلب على الله، مع الأخذ بالأسباب، فعلى الطالب الأخذ بالطرق الصحيحة للمذاكرة وأثناء الإجابة، ويعلم أن التوفيق هو بيد الله وحده.
المخالفة الثانية: عدم استحضار النية, فكثير من الطلاب والطالبات يدرس التوحيد والقرآن والحديث والتفسير والفقه, ولا يستحضر نية العلم بل ويغلّب جانب النجاح والتفوق فلذلك تجدهم لا يستفيدون شيئا إلا النزر اليسير،
وهذا جزاءً وفاقاً قال تعالى :"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " وليتذكر حديث :"إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ مانوى".
المخالفة الثالثة : إهمال الصلاة زمن الاختبارات بحجة المذاكرة , وهذا الإهمال له صور :
أ - تركها بالكلية : وهذا متوعد بقوله - صلى الله عليه وسلم -"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة , فمن تركها فقد كفر".
ب - النوم عنها وإخراجها عن وقتها,بحجة السهر!! وهي كبيرة من كبائر الذنوب ويكفي فيها الوعيد الوارد في قوله تعالى:{ويل للمصلين,الذين هم عن صلاتهم ساهون} قال سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه (الذين يؤخرونها عن وقتها).
جـ - عدم أدائها مع الجماعة , إما بالنوم والاستيقاظ قبل خروج الوقت - وهذا الغالب - أو بالانشغال بالمذاكرة وهذا متوعد قال ابن مسعود رضي الله عنه { ولقد رأيتنا, وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق, ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف}وقال - صلى الله عليه وسلم { من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر } .
وعلى الأسرة عدم التساهل في الصلاة بحجة الاختبارات، وصلاة الفريضة ونوافلها لا تأخذ وقتاً طويلاً والحمد لله، وكذا فإن البعض على العكس فمن الطلاب والطالبات من لا يعرف ربه إلا زمن الاختبارات، فصلى ودعا وترك المعاصي، فإذا انتهت الاختبارات نسي ربه وأضاع دينه!.
المخالفة الرابعة: انتشار أدعية مخصصة للامتحانات مثل دعاء قبل المذاكرة، ودعاء بعد المذاكرة، ودعاء التوجه إلى الامتحان، ودعاء دخول لجنة الامتحانات، ودعاء عند بداية الإجابة، ودعاء عند النسيان، ودعاء عند النهاية وغيرها، قالت اللجنة الدائمة للإفتاء:{ هذه الأدعية الموضوعة للمذاكرة والنجاح والمنوعة لكل حالة تعرض للطالب أثناء المذاكرة أدعية مبتدعة، لم يرد في تخصيصها بما ذكر دليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما ذكر فيها من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو آثار،إنما وردت لأسباب: إما خاصة بها،أو عامة لسؤال الله ودعائه والتضرع له والالتجاء إليه والتوكل عليه سبحانه في كل أمور الإنسان التي تعرض له أما تخصيصها بما ذكر فلا يجوز،ويجب ترك العمل بها لهذا الخصوص ، وعدم اعتقاد صحتها فيما ذكر، والدعاء عبادة لله،فلا يصح إلا بتوقيف، وينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يدعو الله بأن ييسر له أموره كلها، وأن يزيده علما وفقها في الدين،وأن يلهمه الصواب،ويذكره ما نسي، ويعلمه ما جهل، ويوفقه لكل خير ، ويذلل له كل صعب،دون أن يجعل لكل حالة دعاء مبتدعا يواظب عليه، وذلك أسلم له في دينه وأحرى أن يستجيب الله لدعائه، ويوفقه لكل خير، فالله سبحانه وتعالى وعد من دعاه بالإجابة والتوفيق للهداية والرشاد، وشرط لذلك الاستجابة لما شرع الله والإيمان به سبحانه ، والاستقامة على دينه كما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء ( 24/ 183–184).
المخالفة الخامسة : تعاطي المخدرات, فتجد في هذه الفترة نشاطا من شياطين الإنس والجن في نشر هذه الحبوب , فتجد رواجا عند الطلاب, بحجة أنها منبهه ومنشطة - زعموا - فيقع الطالب وربما الطالبة في حبائلهم , بدعوى أنها تقوي الذاكرة وتفتح الذهن وتضاعف النشاط وتساعد على المذاكرة _ وقد ثبت طبياً أن نتائجها وآثارها على العكس من ذلك تماماً والواقع يصدق هذا ويؤكده، وهذا يستوجب على الآباء والمعلمين الحذر، وتحذير الطلاب منها، وإنه ليس بسر إذا قلنا إن بلادنا –خاصة- مستهدفة في شبابها استهدافاً كبيراً من قبل تجار المخدرات ومن قبل أعداء عقيدتنا وحسادنا على نعمتنا.
المخالفة السادسة: الرشوة, - خصوصاً في المدارس الخاصة - وهذه من أعظم المصائب التي ابتلينا بها فيدفع للمعلم مبلغاً لأجل الحصول على الأسئلة , ولا يخفى الوعيد الوارد في هذا , ففي الحديث:" لعن الله الراشي والمرتشي"
المخالفة السابعة: الغش , وهو من كبائر الذنوب , وهذا مما عم وطم- إلا من رحم الله-, واستساغه الكثير , ومما يؤسف له أن الأمر لا يقف عند ممارسة الغش وإنما الأمر الأخطر من ذلك اعتباره أمراً مباحاً وحقاً مشروعا في نظر كثير من الطلاب، ومما يؤسف له أيضاً أن يخون بعض المعلمين أماناتهم فيربون الجيل على الغش إما بإعانة الطلاب قولاًُ وعملاً وإما بغض الطرف المتعمد الذي يفهم منه الطلاب الإذن بالغش، وينبغي نصيحة من يقوم بذلك والتبيلغ عنه من الطلبة والمعلمين وأصحاب المكتبات ممن يعين الطلاب على الغش، عجبا لأمرهم، ما أجهلهم! و لا أدري هل نسوا أم تناسوا حديث: " من غشنا فليس منا "، وقوله تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "؟!.
وأترككم مع فتوى للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله- في ذلك حيث قال في حديث " من غشنا فليس منا ": والغش في الامتحان داخلٌ في هذا العموم فلا يجوز للطالب أن يقوم بالغش في الامتحان لا مع نفسه ولا مع غيره فلا يجوز له أن يطلب من يساعده على الحل ولا أن يعين غيره في الحل لأن تبرؤ النبي عليه الصلاة والسلام من الغاش تدل على أن الغش من كبائر الذنوب وليس من سمات المسلمين، ولا فرق بين المواد في الامتحان فكما أن الغش في القرآن وتفسيره والحديث وشروحه والفقه وأصوله والنحو وفروعه محرم فكذلك الغش في مادة الإنجليزي والعلوم وغيرها؛ لأن الكل سواء فيه، يعني في مواجهة الحكومة فيما يتعلق بالرتب والمراتب بعد التخرج والحكومة وفقها الله جعلت مواد معينة لهذا الطالب إذا نجح فيها صار أهلاً لما تقتضيه هذه الشهادة فإذا نجح فيها بالغش فإنه لم يكن ناجحاً فيها في الواقع فلا يستحق المرتبة ولا الراتب الذي جعل على هذه على هذه الشهادة"ا.هـ(فتاوى نور على الدرب، و موجودة في الموقع الرسمي للشيخ العثيمين).
المخالفة الثامنة: الغيبة , فكثير من الطلاب والطالبات إذا لم ترق له الأسئلة , قام بغيبة هذا المعلم وشتمه, والوقوع في عرضه , ونسي المسكين أنها كبيرة من كبائر الذنوب .
المخالفة التاسعة: رمي الكتب والأوراق , وهذا والله مما يندى له الجبين , فكم ترى كتاب التوحيد مرمياً, وكتاب التفسير, والحديث وغيرها بلا مبالاة وغيرها من الكتب الدراسية فلا كتاب إلا ويبدأ بالبسملة , مع احتوائها على لفظ الجلالة والآيات القرآنية,والأحاديث،بل يرمى بعضها يرمي في القمامة العياذ بالله, إن أردت إلا الرمي وعدم الاحتفاظ بها، والاستفادة منها, فسلمها إلى المدرسة,وإن شئت فضعها في الحاويات الخاصة بالأوراق.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:
المخالفة العاشرة: ما يحصل فيه أذية للغير من التفحيط، أو المعاكسات وغيرها من فتن الطلاب والطالبات، فينبغي الحذر والتحذير.
عباد الله إن مشكلة التفحيط وما يتبعه من المفاسد من إتلاف الأموال وإزهاق الأرواح وإقامة العلاقات المحرمة والشذوذ الجنسي وإثارة الفوضى والقلق وتعطيل حركة السير وغير ذلك من المفاسد.
ولا شك أن من أبرز أسباب هذه الظاهرة تجمهر الطلاب على الأرصفة وجوانب الشوارع بعد خروجهم من الاختبارات.
وإذا كانت الجهات الأمنية المسئولة تقوم بدور بارز مشكور في منعهم إلا أن المسؤولية أيضاً على الأسرة في توجيه أبنائها وبناتها وتربيتهم على سرعة العودة إلى المنزل بعد الخروج من المدرسة،ومتابعتهم ثم بمحاسبتهم عند التأخر، إن هذا التجمع يعرض أبناءكم لتعلم التدخين والتعرض للمروجين الذين ينتشرون في هذا الوقت بالذات، والتعرض لأصحاب الشذوذ والعياذ بالله كما يعرضهم لخطر الموت دهساً تحت عجلات المقحطين، فلا تتساهلوا أيها الآباء والأمهات في الأمر فإنه جد خطير، هو وقت قصير في حساب الزمن لكنه يكفي لتغيير مسار حياة الولد تغييراً جذرياً إلى أقصى درجات السوء والانحراف والعياذ بالله.
هذا ما تيسر , ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق , وهذه المخالفات تقع في الاختبارات وغيرها, ولكنها تكثر زمن الاختبارات.
اللهم أنَّ نسألك أن تحمينا وأبناءنا وبناتنا وبلادنا وبلاد المسلمين عامة من كل سوء إنك جواد كريم.
اللهم نسألك لأبنائنا وبناتنا النجاح والتوفيق في دراستهم وأن تمسكهم بعقيدتهم النقية وأخلاقهم الحميدة، وأن تجنبهم مناهج الردى وطرقَ الرذيلة.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم ابتاعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.
كركر- عضو خيالى
- عدد الرسائل : 185
العمر : 34
مزاج اية :
هوياتك :
الفاعليه :
السٌّمعَة : 0
نقاط : 5965
تاريخ التسجيل : 24/12/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى