عقيدة ضُيِّعتْ .... الولاَءُ والبرَاءْ
صفحة 1 من اصل 1
عقيدة ضُيِّعتْ .... الولاَءُ والبرَاءْ
[center]بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدة ضُيِّعتْ .... الولاَءُ والبرَاءْ
الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطًّولِ لا إله إلا هو إليه المصير والصلاة والسلام على إمام المرسلين من بعثه الله رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسار على خطاه إلى يوم الدين ...........
إن المنقب في مجتمعاتنا اليوم والذي ينظر إليها نظرة المسلم المحايد يرى أنها منقسمة إلى قسمين قسم والى الله ورسوله والمؤمنين وقسم والى الشيطان وأعوانه من طواغيت الأرض .....وهذا أمر لا بد من وجوده فانه حتمية أبدية فما دام هناك من يتبع الحق ويسعى لتحقيقه لا بد وان تجد في المقابل من يسعى إلى إتباع الباطل وإتباع الشيطان والأهواء....إذاً لا بد لنا أن نعرف لأيهما نتبع ومن نوالي وممن نبرأ ؟
الولاء والبراء ... هذه العقيدة التي ضُيعت وهي أساس من أُسس عقيدة التوحيد فلا تسلم عقيدة التوحيد بدونها وهي فيصل بين الحق والباطل وبين الإيمان و الكفر...
و بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله ،فقد روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك )
إذاً فلا ولاء في الإسلام إلا لله ولرسوله قال تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } المائدة 55_57
فالله عز وجل حرم على المسلم أن يعطي ولائه على غير أساس العقيدة السليمة الصحيحة فقال : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ } مهما كان هذا الذي آمن ...
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله)
وعلينا أن نعلم ومن أن هناك الكثير ممن يقيمون شعائر الإسلام وولائهم لغير الله عز وجل وفيهم يقول عليه الصلاة والسلام : إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ، وإنه كاد أن يبطئ بها . وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن : السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة ، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع . ومن ادعى دعوى الجاهلية ، فإنه من جثا جهنم ، فقال رجل : يا رسول الله وإن صلى وصام ؟ فقال : وإن صلى وصام . فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله "رواه الترمذي
فمن صلى وصام ودعا بدعوى الجاهلية ودعا بدعوى أهل الباطل فلن يكون من {وَالَّذِينَ آمَنُواْ} الذين ورد ذكرهم في الآية الكريمة... واعلم أنه ولا بد لنا من المفاصلة في هذا الأمر فلا يجوز لنا موالاة الكافر أو المنافق أو العامل ضد هذا الدين حتى ولو كان من أقرب الناس لنا يقول الله عز وجل : { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
أي " لا تجد -أيها الرسول- قومًا يصدِّقون بالله واليوم الآخر، ويعملون بما شرع الله لهم, يحبون ويوالون مَن عادى الله ورسوله وخالف أمرهما, ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو أقرباءهم، أولئك الموالون في الله والمعادون فيه ثَبَّتَ في قلوبهم الإيمان, وقوَّاهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا، ويدخلهم في الآخرة جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار, ماكثين فيها زمانًا ممتدًا لا ينقطع، أحلَّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم, ورضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات ورفيع الدرجات, أولئك حزب الله وأولياؤه, وأولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة " وهنا تتضح معالم الولاء والبراء فهذا إبراهيم عليه السلام ترك قومه وعشيرته وقبيلته لأنهم عادوا الله عز وجل قال تعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } الممتحنه 4 وكذلك تبراء من أباه عندما علم وتيقين أنه عدو لله {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة114
لقد فصل الحق بينه وبين أبيه نزع ولاءه من أبيه وأعطاه ولاء خالصا لله... ولقد ورد عن ابن شوذب قال :" جعل ابو أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لابنه ابي عبيدة رضي الله عنه يوم بدر ، فجعل ابو عبيدة يحيد عنه ، فلما أكثر قصده ابو عبيدة فقتله .. فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية حين قتل أباه { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ...} الآية " أخرجه البيهقي والحاكم والطبراني بسند حسن
لم تمنعه صلة الرحم التي بينه وبين أبيه أن يقتله وهو كافر وهو من حزب الشيطان ،،أعطى ولاءه لهبل واللات كما يعطونها اليوم لطواغيت الأرض ....
وكذلك ورد أن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال لأبي بكر :" رأيتك يوم أحد فصدفت عنك فقال ابو بكر : لكني لو رأيتك ما صدفت عنك "أخرجه الحاكم
عن أبي هريرة رضي الله عنه انه مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي بن سلول وهو في ظل أجمة فقال قد غبر علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله بن عبد الله والذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب إن شئت لأتيتك برأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته
ولاء مطلق لله ولرسوله وللمؤمنين جردهم من أي عاطفة نحو حزب الشيطان مهما كانت صلة القربى فالانسان يحشر مع من يوالي ويحب قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة 51
وقال عز وجل :{ َالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ }و جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرء مع من أحب) ولقد جاء عن إبن مسعود أنه قال : " لو عبد الله بين الحجر والمقام سبعين عاماً لم يحشره الله إلا مع من أحب " وهناك طائفة من الناس تُظهر الموالاة لله ولرسوله وللمؤمنين وهم في الخفاء يعطي ولائه وحبه للكفر وأهله فيعينهم ما استطاع الى ذلك سبيلا ويدفع عنهم ما استطاع هؤلاء هم المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون ولقد حذرنا سبحانه منهم وامرنا بالحذر منهم يقول سبحانه : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60
ألم تعلم -أيها الرسول- أمر أولئك المنافقين الذين يدَّعون الإيمان بما أُنزل إليك -وهو القرآن- وبما أُنزل إلى الرسل من قبلك, وهم يريدون أن يتحاكموا في فَصْل الخصومات بينهم إلى غير ما شرع الله من الباطل, وقد أُمروا أن يكفروا بالباطل؟ ويريد الشيطان أن يبعدهم عن طريق الحق, بعدًا شديدًا. وفي هذه الآية دليل على أن الإيمان الصادق, يقتضي الانقياد لشرع الله, والحكم به في كل أمر من الأمور, فمن زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت على حكم الله, فهو كاذب في زعمه.
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً) النساء61
وإذا نُصح هؤلاء, وقيل لهم: تعالوا إلى ما أنزل الله, وإلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, وهديه, أبصَرْتَ الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر, يعرضون عنك إعراضًا
ويقول سبحانه فيهم : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ8 يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ 9 فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ10 } البقرة
وقال : { وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ 14 اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ 15 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16)} البقرة
وقال مبشرا إياهم بالعذاب : { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً } النساء 138 _139
فلهذا واجبنا الحذر والبراء منهم مهما كانت تربطنا بهم من مصالح وإعطاء الولاء لله وحده لا شريك له ولرسوله وللمؤمنين وتجريده لهم فلا صلاة الإنسان ولا صلاته ولا صيامه يجعله من حزب الله إذا خُدش ولائه .....
والله ولينا والله غالب على أمره
عقيدة ضُيِّعتْ .... الولاَءُ والبرَاءْ
الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطًّولِ لا إله إلا هو إليه المصير والصلاة والسلام على إمام المرسلين من بعثه الله رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسار على خطاه إلى يوم الدين ...........
إن المنقب في مجتمعاتنا اليوم والذي ينظر إليها نظرة المسلم المحايد يرى أنها منقسمة إلى قسمين قسم والى الله ورسوله والمؤمنين وقسم والى الشيطان وأعوانه من طواغيت الأرض .....وهذا أمر لا بد من وجوده فانه حتمية أبدية فما دام هناك من يتبع الحق ويسعى لتحقيقه لا بد وان تجد في المقابل من يسعى إلى إتباع الباطل وإتباع الشيطان والأهواء....إذاً لا بد لنا أن نعرف لأيهما نتبع ومن نوالي وممن نبرأ ؟
الولاء والبراء ... هذه العقيدة التي ضُيعت وهي أساس من أُسس عقيدة التوحيد فلا تسلم عقيدة التوحيد بدونها وهي فيصل بين الحق والباطل وبين الإيمان و الكفر...
و بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله ،فقد روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك )
إذاً فلا ولاء في الإسلام إلا لله ولرسوله قال تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } المائدة 55_57
فالله عز وجل حرم على المسلم أن يعطي ولائه على غير أساس العقيدة السليمة الصحيحة فقال : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ } مهما كان هذا الذي آمن ...
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله)
وعلينا أن نعلم ومن أن هناك الكثير ممن يقيمون شعائر الإسلام وولائهم لغير الله عز وجل وفيهم يقول عليه الصلاة والسلام : إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ، وإنه كاد أن يبطئ بها . وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن : السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة ، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع . ومن ادعى دعوى الجاهلية ، فإنه من جثا جهنم ، فقال رجل : يا رسول الله وإن صلى وصام ؟ فقال : وإن صلى وصام . فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله "رواه الترمذي
فمن صلى وصام ودعا بدعوى الجاهلية ودعا بدعوى أهل الباطل فلن يكون من {وَالَّذِينَ آمَنُواْ} الذين ورد ذكرهم في الآية الكريمة... واعلم أنه ولا بد لنا من المفاصلة في هذا الأمر فلا يجوز لنا موالاة الكافر أو المنافق أو العامل ضد هذا الدين حتى ولو كان من أقرب الناس لنا يقول الله عز وجل : { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
أي " لا تجد -أيها الرسول- قومًا يصدِّقون بالله واليوم الآخر، ويعملون بما شرع الله لهم, يحبون ويوالون مَن عادى الله ورسوله وخالف أمرهما, ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو أقرباءهم، أولئك الموالون في الله والمعادون فيه ثَبَّتَ في قلوبهم الإيمان, وقوَّاهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا، ويدخلهم في الآخرة جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار, ماكثين فيها زمانًا ممتدًا لا ينقطع، أحلَّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم, ورضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات ورفيع الدرجات, أولئك حزب الله وأولياؤه, وأولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة " وهنا تتضح معالم الولاء والبراء فهذا إبراهيم عليه السلام ترك قومه وعشيرته وقبيلته لأنهم عادوا الله عز وجل قال تعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } الممتحنه 4 وكذلك تبراء من أباه عندما علم وتيقين أنه عدو لله {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة114
لقد فصل الحق بينه وبين أبيه نزع ولاءه من أبيه وأعطاه ولاء خالصا لله... ولقد ورد عن ابن شوذب قال :" جعل ابو أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لابنه ابي عبيدة رضي الله عنه يوم بدر ، فجعل ابو عبيدة يحيد عنه ، فلما أكثر قصده ابو عبيدة فقتله .. فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية حين قتل أباه { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ...} الآية " أخرجه البيهقي والحاكم والطبراني بسند حسن
لم تمنعه صلة الرحم التي بينه وبين أبيه أن يقتله وهو كافر وهو من حزب الشيطان ،،أعطى ولاءه لهبل واللات كما يعطونها اليوم لطواغيت الأرض ....
وكذلك ورد أن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال لأبي بكر :" رأيتك يوم أحد فصدفت عنك فقال ابو بكر : لكني لو رأيتك ما صدفت عنك "أخرجه الحاكم
عن أبي هريرة رضي الله عنه انه مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي بن سلول وهو في ظل أجمة فقال قد غبر علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله بن عبد الله والذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب إن شئت لأتيتك برأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته
ولاء مطلق لله ولرسوله وللمؤمنين جردهم من أي عاطفة نحو حزب الشيطان مهما كانت صلة القربى فالانسان يحشر مع من يوالي ويحب قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة 51
وقال عز وجل :{ َالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ }و جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرء مع من أحب) ولقد جاء عن إبن مسعود أنه قال : " لو عبد الله بين الحجر والمقام سبعين عاماً لم يحشره الله إلا مع من أحب " وهناك طائفة من الناس تُظهر الموالاة لله ولرسوله وللمؤمنين وهم في الخفاء يعطي ولائه وحبه للكفر وأهله فيعينهم ما استطاع الى ذلك سبيلا ويدفع عنهم ما استطاع هؤلاء هم المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون ولقد حذرنا سبحانه منهم وامرنا بالحذر منهم يقول سبحانه : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60
ألم تعلم -أيها الرسول- أمر أولئك المنافقين الذين يدَّعون الإيمان بما أُنزل إليك -وهو القرآن- وبما أُنزل إلى الرسل من قبلك, وهم يريدون أن يتحاكموا في فَصْل الخصومات بينهم إلى غير ما شرع الله من الباطل, وقد أُمروا أن يكفروا بالباطل؟ ويريد الشيطان أن يبعدهم عن طريق الحق, بعدًا شديدًا. وفي هذه الآية دليل على أن الإيمان الصادق, يقتضي الانقياد لشرع الله, والحكم به في كل أمر من الأمور, فمن زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت على حكم الله, فهو كاذب في زعمه.
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً) النساء61
وإذا نُصح هؤلاء, وقيل لهم: تعالوا إلى ما أنزل الله, وإلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, وهديه, أبصَرْتَ الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر, يعرضون عنك إعراضًا
ويقول سبحانه فيهم : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ8 يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ 9 فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ10 } البقرة
وقال : { وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ 14 اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ 15 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16)} البقرة
وقال مبشرا إياهم بالعذاب : { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً } النساء 138 _139
فلهذا واجبنا الحذر والبراء منهم مهما كانت تربطنا بهم من مصالح وإعطاء الولاء لله وحده لا شريك له ولرسوله وللمؤمنين وتجريده لهم فلا صلاة الإنسان ولا صلاته ولا صيامه يجعله من حزب الله إذا خُدش ولائه .....
والله ولينا والله غالب على أمره
توتى- عضوفعال
- عدد الرسائل : 37
العمر : 30
مزاج اية :
علم بلدك :
مهنتك اية :
هوياتك :
الفاعليه :
السٌّمعَة : 0
نقاط : 5583
تاريخ التسجيل : 04/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى