الا تنصروه فقد نصره الله
صفحة 1 من اصل 1
الا تنصروه فقد نصره الله
الا تنصروه فقد نصره الله
يا رسول الله هل يرضيك أنا
إخـوة في الله للإسـلام قمنا
ننفض اليـوم غبار النوم عنا
لا نهـاب الموت لا بل نتمنى
أن يرانا الله في سـاح الفداء
الحمد لله الذي أرسل رسـوله بالهدى ودين الحق ليظهـره على الدين كله ولو كـره المشـركون والصـلاة والسلام على نبينــا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعـين ، أما بعـد . فإنــها وقـفـــة لابـد منها وسـؤال لابـد منه أطـرحــه على نفسي وعليك..
هل أنت بحق تحـب رسـول الله صلى الله عليه وسلم ؟
نعـم أخي في الله .. أنني أريــد أن أهمس في أذن قلبِكَ.. في شِـغاف فـــؤادك بـل ولعلي أصـــــرخ في وجهـك .. هل أنت بحـق تحـب رســــول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إن ما سلف من أحـداث في الأيام الماضـية من تجـرؤ أعـداء الله في الدنمارك والنرويج ـ وغيرها من الدول الكافـرة في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عـقـدوا مسابقة ساخـرة لمن يرسم صورة هزلية لشخصه الكريم صلى الله عليه وسلم .. وتباً لهم ولمن أيدهم واستحسن صنيعهم ثم بعـد ذلك رفضوا مجـرد الإعتذار الرسمي بل وتابعـت تلك الدويلات الساقطة نشـر الرسـوم حتى وصل الأمر إلى أن تنشرها إيطاليا في ساحات الميادين العامة .
والإعتذار قبل أن نطلبه منهم مع عدم جدواه ـ لأنه ليس بعد الكفر ذنب ـ كان أولى أن يكون منا نحن...
فإن تلك الخنـازير لم تعـتد علينا لقـوتنا ولكن اعتدت لضعـفنا وتقصـيرنا في حق نبينا صلى الله عليه وسلم أخي الحبيب ... أنني أريد منـك جـواباً.. هل تحب بحـق رسـول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ولكن لماذا تحبه ؟
لقد حبا الله ـ تبارك وتعالى ـ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ من الخصائص القوية والصفات العلية والأخلاق الرضية ما كان داعياً لكل مسلم أن يُجِله ويعظمه بقلبه ولسـانه وجــوارحه ، فـصـدق عليه وصـفـه نفـسـه صلى الله عليه وسلم حين قال " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخـرواول من ينشق عنه قـبره واول شافع واول مشفع وأول ما يحمد عليه صلى الله عليه وسلم ما جبله الله تعالى عليه من مكارم الأخلاق وكرائِم الشيم ..
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عـمــر رضي الله عـنهـما ـ أنه قال في صـفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ( محمد عبدي ورسولي سميته المتوكل، ليس بفـظ ولا صخاب بالأسـواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة ،ولكن يعفو ويصفح ،ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله وأفتح به أعيناً عُمياً ، وآذاناً صُماً ، وقلوباً غُلفاً ) وهو صلى الله عليه وسلم النبي الذي لا يخاف في الله لومة لائم يكتب لملوك الأرض يطالبهم ان ينبذوا غرورهم الباطل ثم يصغى في حفاوة وتواضع جم لأعرابي بسيط يقول له في جهالة وهو يطلب صدقة : (ليس المال مالك ولا مال أبيك) .
ويلمح صلى الله عليه وسلم إمرأة عجوز تحمل متاعاً لها فيسارع بحمله عنها ولقد كان أرحم الخلق وأرأفه بهم وأعـظـم الخلق نفعاً لهم في دينهم ودنياهم وأفصح الخلق وأصبرهم في مواطن الصبر وأصدقهم في مواطن الصدق وأوفاهم بالعهد والذمة ، وأعظمهم مكافأة على الجميل
باضعافه ، واشدهم تواضعاً وأعظمهم إيثـاراً على نفسه ، واشد الختلق ذبّاً عـن اصحـابه ،
وحماية لهم ودفاعاً عنهم وأقوَمُ الخلق بما يأمر به وأتركهم لما ينهى وأوصل الخلق لرحمه
صلى الله عليه وسلم ولقد ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأرواحهم وأموالهم ودمائهم حتى
يصلنا هـذا الـدين ونكـون مسلمين ، فنـفـوز بسعادة الدارين ـ الدنيا والآخـرة ـ فهل ياترى
ما الذي حدث ؟ ولماذا حدث ما حدث ؟
فبنـظـرة سـريعة إلى سـيرته صلى الله عليه وسلم وبالتحـديد إلى غـزوة أحد حيث بدأ النصر حليف
المسلمين ولكنها أنتهت بجُرح النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الصحابة ، واستشهاد سبعين
منهم بسبب معصية بعض الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتأمل هذا الوصف الرباني
الذي وصف نصر السلمين في البداية وسبب هزيمتهم بعد ذلك
( ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون
منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفاعنكم والله ذو فضل على المؤمنين)
فالآية وصفت شدة قتال المسلمين وغلبتهم وشدة تقتيلهم للكافرين ( إذ تحسونهم بإذنه ) ثم
ذكرت الأسباب الأربعة التي هي اصل الهزائم
أولاً :الجبن( فشلتم ) وهو سبب هَوَانْ المسلمين لما تعلقوا بمتاع الدنيا وحطامها ، وصارت
جراح المسلمين تنزف كل يوم واعتادت قلوبهم ذلك وقعد الناس عن الجهاد ونسوه بل
واعتبروا مجرد ذكره جريمة عظمى . والجهاد إما أن يكون بالقول ( وجاهدهم به جهاداً كبيرا)
أوبالسلاح (لا يستوي القاعدون من الؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله ) أو العمل (ومن جاهد
فإنما يجاهد لنفسه) والجهاد يقوم على أربع مراتب :
أ. جهاد النفس على تعلم الهدي والعمل به والدعوة إليه والصبر على ذلك .
ب. جهاد الشيطان على دفع ما يُلقى من الشبهات أو الشهوات .
ﺠ. جهاد الكافرين والمنافقين ويكون بالقلب واللسان والمال والنفس .
د. جهاد أرباب الظلم والمنكرات .
ثانياً : الفرقة والإختلاف ( وتنازعتم في الأمر ).
ثالثاً : المعاصي والذنوب ( وعصيتم ) .
رابعاً : حب الدنيا وإيثارها على الآخرة (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) .
أخي وحبيبي ... لا زلت أسالك .. هل أنت بحق تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أم أنك مقصر في حقوقه ؟ وإليك بعض مظاهر الجفاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1. البعد عن السنة ظاهراً وباطناً .
2. رد الأحاديث الصحيحة .. قال تعالى : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) .
3. العدول عن سيرته وتقديم أقوال غيره على اقواله صلى الله عليه وسلم .
4. نزع هيبة الكلام حين الحديث عنه . قال تعالى : (ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ) .
5. عدم معرفة خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته ومعجزاته .
6. الابتداع في الدين وترك ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
7. الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ولكن قولوا .. عبد الله ورسوله ) .
8. ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبتركها يقع الإنسان في أمور تضره في آخرته ودنياه ومنها :
أ. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ ) .
ب. إدراك صفة البخل كما أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ ) .
ﺠ. فوات الصلاة المضاعفة من الله تعالى عليه ( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها
عشراً ) .
د . فوات أثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كتفريج الهموم وغفران الذنوب .
*********************************
دلائل محبته ومظاهر تعظيمه
أولاً : تقديمه وتفضيله صلى الله عليه وسلم
فيُقدَّم ويُفضَّل صلى الله عليه وسلم على كل أحد ، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين فلا بد من استشعار هيبته وجلالة قدره وعظيم شأنه عند الله تعالى .
ثانياً :سلوك الأدب معه صلى الله عليه وسلم
وأفـضــــــــــــــــــــــــله الصـــــــــــــــــــــــــــــــــلاة والـســــــــــــلام عـلـيــــــــــــــــــــــــه
( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلمواتسليما)
ويجب الإكثار من ذكره والإخبار عنه والتأدب عند الحديث عنه صلى الله عليه وسلم فلا يُذكرب باسمه مجرداً صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بععضاً ) وتوقير حديثه الشريف والتأدب عند سماعه ومُدارسته .
ثالثاً : تصديقه بما أخبر :
فهو معصوم من الكذب والبهتان ( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
رابعاً : اتباعه وطاعته والاهتداء بهديه :
فهو الأسوة الصالحة الصادقة ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) .
خامساً : التحاكم إلى سنته صلى الله عليه وسلم
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما )
سادساً : الذبُ عنه صلى الله عليه وسلم :
ولقد سطر الصحابة رضى الله عنهم أروع الأمثلة في ذلك وتأمل في غـزوة أحـد كيف فـداه
أبو طلحة الأنصاري وهو يقول (بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري
دون نحرك ) وام عمارة يردها ابنها في ساحة أحد وينادي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بنفسه ويقول لها ( أنت لا تطيقين ) فتقول ( بل أطيق وأطيق وأطيق ) فهذه امرأة تفعل هذا ..
وتقدم نفسها فداءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فماذا قدمنا نحن ؟ وخبيب بن عدى يصلبوه ليقتلوه
وهو يقول : ( والله ما يسرني أني في أهلي ، وأن محمداً في مكانه تصيبه شوكة )
كيف ننصــر رســـول الله صلى الله عليه وسلم ؟
حبيبي في الله ... لما أغتم صلاح الدين أسفاً وحزناً على المسجد الأقصى التزم وألزم جنوده
صيام النهار وقيام الليل ، وحكوا عنه أنه لم يجامع زوجته ، ولم يضحك لأن قلبه لم يُطق ذلك
فكيف بنا وقد صرنا نستمرئ المُرَّ ونستعـذب العـذاب،ولا نبالي هل الله تعالى عنا راض أم لا ؟
بعـض ما يمكن أن نفعله نصرة واعتذاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
1. معرفة مظاهر الجفاء لئلا نقع فيها .
2. معرفة حقوق النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه ومعجزاته ودراسة سيرته وتعلم سنته الشريفة صلى الله عليه وسلم .
3. المقاطعة العقدية : فنوالي من والى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونعادي ونترك ونخاصم من عادى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
4. المقاطعة الفكرية : للغرب الكافر وترك التأسي بهم ، وعندنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ...) .
5. المقاطعة الإقتصادية : لكل كافر يعادي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والكفر كله ملة واحدة ـ ومهما احتجنا إليهم فحاجتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم (النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ).
6. التوبة إلى الله تعالى فما نزل بنا إنما هو من محض ذنوبنا والله يعفو عن كثير ،والعبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه ، ويتوب الله على من تاب .
7. أن تـقـوم في الأمة كتيبة تـرفع راية الـدين فـتردع عـدوها وتثأرللنبي صلى الله عليه وسلم
مستشعرة قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الله الأرض
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً
ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شئ قدير إلا تنصروه فقد نصره الله ...)
ولقد رأينا من الناس العجب لمَّا لم ينفروا لنصرة نبيهم صلى الله عليه وسلم ونفروا متهافتين
بمئات الآلاف يشجعون الكرة ، ليت هذا النفير كان انصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ليت هتافاتهم كانت صرخات تنادي بعداوة من أعتدى على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليت ذلك كان هتافاً لنصرة الدين .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
8. أن يـكـون كل منا رســولاً لرســول الله صلى الله عليه وسلم ، يتجـسـد في أخلاقه أخلاق النبي
صلى الله عليه وسلم وصفاته ويبلغ الناس ما وعاه من الآيات والذكـر الحـكيم ، وأن يُـرى الله
من نفسه خيراً.
9. معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة الكرام حتى يهون علينا أي شئ نقدمه
ويكون ذلك أصلاً لمعرفة كيف قامت دولة الإسلام .
10. الدعاء بأن ينصر الله دينه ويهزم عدوه وينتقم لنبيه صلى الله عليه وسلم .
11. الإجتهاد في الأعمال الدعويه من نشر السُنة في صورة كتاب أو كتيب أو طوية أو
شريط أو عمل مجلة حائط توضع في مسجد أو مدخل عمارة أو جامعة .... إلخ .
12.إصلاح أحوال المساجد وتفعيل دورها وإعادتها لسابق عهدها.
13. إصلاح البيوت والذرية ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
أخي في الله ....
وختاماً لا بد من وقفة محاسبة مع نفسك تتفقد فيها حالك ...
* هل تعرف من صفات الله وأسمائه ما يجعلك تحبه وتعبده بإخلاص ؟
* هل حاز قلبك تقوى الله واتباعاً لرسوله صلى الله عليه وسلم يبعدك عن معاصيه ؟
* هل يملأ القرآن قلبك وتشغل به وقتك وتُعبَّد به جوارحك ؟ هل تحفظه ؟ هل أنت ممن
يتلونه ويُعلمونه ويعملون بما فيه ؟
* هل تحفظ من السُنة ما يُصلح لك دنياك وأخراك ؟
* هل تعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظمه وتوقره وتنصره في نفسك وبيتك وأهلك ومالك
ومعاملاتك ؟ هل تعرف شئاً عن صفاته، ومعجزاته ، وصحابته ، وحقوقه ؟
* هل نعرف أركان الإيمان وأركان الإسلام ، ونواقضها ؟
* هل تعلمت العلم الشرعي من فقهٍ وعقيدةٍ وحديثٍ وسيرةٍ وغير ذلك ؟
* هل تصلي الفجر جماعة في المسجد ، وكذالك سائر الصوات ؟
* هل غيرت من نفسك حتى يُغير الله بك ؟ هل هيئتك كهيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
هل مُعاملاتك كمعاملاته ؟ هل أخلاقك كأخلاقه ؟ هل همومك كهمومه ؟
أخي الحبيب ... هل تعرف أنك ستموت ؟
نعم ... ستموت وحدك ... وتفرد في القبر وحدك ... وتسأل في القبر وحدك ... ولكن
بُشـراك إن كنت مُتأسـياً برسـول الله صلى الله عليه وسلم فإنه هـناك ... على الحـوض ينتظـرك
ليسـقـيك ويشـفع لك عند الله عـز وجل .. بل ولتكـون رفيقه في الجـنة ... نعم رفيقه في
الجنة ... فتلك بشراه للمحب ( يحشر المرء مع من أحب )
فاللهم أرزقنا حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم وحب كل عمل صالح يقربنا إلى حبك .
فلتسارع يامن تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اتباع هديه والتأسي به وحب من يتبع
هديه ويتأسى به صلى الله عليه وسلم .
أنفلونزا الطيور ثم أنفلونزا الخنازير وحال الأمة
( وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر ) ولعل ما اجتاح بعض بلدان العالم ومنها مصـرنا الـغـالـيـة من هـذا الـفــيروس الخـبيث يكــون داعـياً لعــودة الناس إلى ربـهـم واعـترافـهم بـذنـوبـهم وتـوبتـهـم من تلك الـذنـوب فإنما ظـهــر كل ذلك فـينا بـذنـوبنـا
(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ايذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ).
فإن ذلك الإنذار الرهيب يحمل معنيين :
1. إما نذير خير بأن البلاء إنما هو دائماً سبب جالب لعودة الناس لربهم وتوبتهم إلى الله عز وجل حتى يكفيهم ما اهمهم ويحفظهم مما عجزوا عنه من دفع البلاء عن أنفسه حتى يتضرعواإلى الله عز وجل ويعودوا ويلجئوا بالدعاء ويجأروا إليه سبحانه وتعالى
2. وإما أن يكون ذلك نذير شؤم نتيجة لعصيان الناس مولاهم وهجر أوامره وترك نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فما وقع بلاء إلا بذنب
(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )
* فلنأخذ من هذا خيره وهو العودة إلى الله عز وجل واللجوء والتضرع والخشوع الكامل
والتذلل والإحساس بالعجز والتجرد من الحول والقوة عسى الله أن يرفع عنا هذا البلاء
ويكـون سبباً لعـودتنا إلى الله تعالى وإلى سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإلى هـذا الدين
الحنيف . قال تعالى : ( قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين
بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ماتشركون )
فليس حصن يدفع البلاء قبل وقوعه مثل الدين. وليس حصن يقاوم البلاء ويرفعه مثل الدين
وليس حصن يجعل من نزول البلاء نعمة وفضلا ً مثل الدين . إن الدين هو الحصن الحصين
ليس غير الدين حصنٌ مانعٌ من أمراض الدنيا وشرور الكافرين ... قال الله تعالى :
(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ☼ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ☼ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ☼ فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين )
فاللهم ردنا إليك رداً جميلاً وصلي الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .
أخي الحبيب
من حبك للنبي صلى الله عليه وسلم أن تبذل فداءً له ... فنرجو منك نشر هذه الكلمات
والانتفاع بها وبغيرها ولا تجعلها قاصرة عليك والدال على الخير كفاعله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يا رسول الله هل يرضيك أنا
إخـوة في الله للإسـلام قمنا
ننفض اليـوم غبار النوم عنا
لا نهـاب الموت لا بل نتمنى
أن يرانا الله في سـاح الفداء
الحمد لله الذي أرسل رسـوله بالهدى ودين الحق ليظهـره على الدين كله ولو كـره المشـركون والصـلاة والسلام على نبينــا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعـين ، أما بعـد . فإنــها وقـفـــة لابـد منها وسـؤال لابـد منه أطـرحــه على نفسي وعليك..
هل أنت بحق تحـب رسـول الله صلى الله عليه وسلم ؟
نعـم أخي في الله .. أنني أريــد أن أهمس في أذن قلبِكَ.. في شِـغاف فـــؤادك بـل ولعلي أصـــــرخ في وجهـك .. هل أنت بحـق تحـب رســــول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إن ما سلف من أحـداث في الأيام الماضـية من تجـرؤ أعـداء الله في الدنمارك والنرويج ـ وغيرها من الدول الكافـرة في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عـقـدوا مسابقة ساخـرة لمن يرسم صورة هزلية لشخصه الكريم صلى الله عليه وسلم .. وتباً لهم ولمن أيدهم واستحسن صنيعهم ثم بعـد ذلك رفضوا مجـرد الإعتذار الرسمي بل وتابعـت تلك الدويلات الساقطة نشـر الرسـوم حتى وصل الأمر إلى أن تنشرها إيطاليا في ساحات الميادين العامة .
والإعتذار قبل أن نطلبه منهم مع عدم جدواه ـ لأنه ليس بعد الكفر ذنب ـ كان أولى أن يكون منا نحن...
فإن تلك الخنـازير لم تعـتد علينا لقـوتنا ولكن اعتدت لضعـفنا وتقصـيرنا في حق نبينا صلى الله عليه وسلم أخي الحبيب ... أنني أريد منـك جـواباً.. هل تحب بحـق رسـول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ولكن لماذا تحبه ؟
لقد حبا الله ـ تبارك وتعالى ـ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ من الخصائص القوية والصفات العلية والأخلاق الرضية ما كان داعياً لكل مسلم أن يُجِله ويعظمه بقلبه ولسـانه وجــوارحه ، فـصـدق عليه وصـفـه نفـسـه صلى الله عليه وسلم حين قال " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخـرواول من ينشق عنه قـبره واول شافع واول مشفع وأول ما يحمد عليه صلى الله عليه وسلم ما جبله الله تعالى عليه من مكارم الأخلاق وكرائِم الشيم ..
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عـمــر رضي الله عـنهـما ـ أنه قال في صـفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ( محمد عبدي ورسولي سميته المتوكل، ليس بفـظ ولا صخاب بالأسـواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة ،ولكن يعفو ويصفح ،ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله وأفتح به أعيناً عُمياً ، وآذاناً صُماً ، وقلوباً غُلفاً ) وهو صلى الله عليه وسلم النبي الذي لا يخاف في الله لومة لائم يكتب لملوك الأرض يطالبهم ان ينبذوا غرورهم الباطل ثم يصغى في حفاوة وتواضع جم لأعرابي بسيط يقول له في جهالة وهو يطلب صدقة : (ليس المال مالك ولا مال أبيك) .
ويلمح صلى الله عليه وسلم إمرأة عجوز تحمل متاعاً لها فيسارع بحمله عنها ولقد كان أرحم الخلق وأرأفه بهم وأعـظـم الخلق نفعاً لهم في دينهم ودنياهم وأفصح الخلق وأصبرهم في مواطن الصبر وأصدقهم في مواطن الصدق وأوفاهم بالعهد والذمة ، وأعظمهم مكافأة على الجميل
باضعافه ، واشدهم تواضعاً وأعظمهم إيثـاراً على نفسه ، واشد الختلق ذبّاً عـن اصحـابه ،
وحماية لهم ودفاعاً عنهم وأقوَمُ الخلق بما يأمر به وأتركهم لما ينهى وأوصل الخلق لرحمه
صلى الله عليه وسلم ولقد ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأرواحهم وأموالهم ودمائهم حتى
يصلنا هـذا الـدين ونكـون مسلمين ، فنـفـوز بسعادة الدارين ـ الدنيا والآخـرة ـ فهل ياترى
ما الذي حدث ؟ ولماذا حدث ما حدث ؟
فبنـظـرة سـريعة إلى سـيرته صلى الله عليه وسلم وبالتحـديد إلى غـزوة أحد حيث بدأ النصر حليف
المسلمين ولكنها أنتهت بجُرح النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الصحابة ، واستشهاد سبعين
منهم بسبب معصية بعض الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتأمل هذا الوصف الرباني
الذي وصف نصر السلمين في البداية وسبب هزيمتهم بعد ذلك
( ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون
منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفاعنكم والله ذو فضل على المؤمنين)
فالآية وصفت شدة قتال المسلمين وغلبتهم وشدة تقتيلهم للكافرين ( إذ تحسونهم بإذنه ) ثم
ذكرت الأسباب الأربعة التي هي اصل الهزائم
أولاً :الجبن( فشلتم ) وهو سبب هَوَانْ المسلمين لما تعلقوا بمتاع الدنيا وحطامها ، وصارت
جراح المسلمين تنزف كل يوم واعتادت قلوبهم ذلك وقعد الناس عن الجهاد ونسوه بل
واعتبروا مجرد ذكره جريمة عظمى . والجهاد إما أن يكون بالقول ( وجاهدهم به جهاداً كبيرا)
أوبالسلاح (لا يستوي القاعدون من الؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله ) أو العمل (ومن جاهد
فإنما يجاهد لنفسه) والجهاد يقوم على أربع مراتب :
أ. جهاد النفس على تعلم الهدي والعمل به والدعوة إليه والصبر على ذلك .
ب. جهاد الشيطان على دفع ما يُلقى من الشبهات أو الشهوات .
ﺠ. جهاد الكافرين والمنافقين ويكون بالقلب واللسان والمال والنفس .
د. جهاد أرباب الظلم والمنكرات .
ثانياً : الفرقة والإختلاف ( وتنازعتم في الأمر ).
ثالثاً : المعاصي والذنوب ( وعصيتم ) .
رابعاً : حب الدنيا وإيثارها على الآخرة (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) .
أخي وحبيبي ... لا زلت أسالك .. هل أنت بحق تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أم أنك مقصر في حقوقه ؟ وإليك بعض مظاهر الجفاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1. البعد عن السنة ظاهراً وباطناً .
2. رد الأحاديث الصحيحة .. قال تعالى : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) .
3. العدول عن سيرته وتقديم أقوال غيره على اقواله صلى الله عليه وسلم .
4. نزع هيبة الكلام حين الحديث عنه . قال تعالى : (ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ) .
5. عدم معرفة خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته ومعجزاته .
6. الابتداع في الدين وترك ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
7. الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ولكن قولوا .. عبد الله ورسوله ) .
8. ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبتركها يقع الإنسان في أمور تضره في آخرته ودنياه ومنها :
أ. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ ) .
ب. إدراك صفة البخل كما أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ ) .
ﺠ. فوات الصلاة المضاعفة من الله تعالى عليه ( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها
عشراً ) .
د . فوات أثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كتفريج الهموم وغفران الذنوب .
*********************************
دلائل محبته ومظاهر تعظيمه
أولاً : تقديمه وتفضيله صلى الله عليه وسلم
فيُقدَّم ويُفضَّل صلى الله عليه وسلم على كل أحد ، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين فلا بد من استشعار هيبته وجلالة قدره وعظيم شأنه عند الله تعالى .
ثانياً :سلوك الأدب معه صلى الله عليه وسلم
وأفـضــــــــــــــــــــــــله الصـــــــــــــــــــــــــــــــــلاة والـســــــــــــلام عـلـيــــــــــــــــــــــــه
( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلمواتسليما)
ويجب الإكثار من ذكره والإخبار عنه والتأدب عند الحديث عنه صلى الله عليه وسلم فلا يُذكرب باسمه مجرداً صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بععضاً ) وتوقير حديثه الشريف والتأدب عند سماعه ومُدارسته .
ثالثاً : تصديقه بما أخبر :
فهو معصوم من الكذب والبهتان ( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
رابعاً : اتباعه وطاعته والاهتداء بهديه :
فهو الأسوة الصالحة الصادقة ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) .
خامساً : التحاكم إلى سنته صلى الله عليه وسلم
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما )
سادساً : الذبُ عنه صلى الله عليه وسلم :
ولقد سطر الصحابة رضى الله عنهم أروع الأمثلة في ذلك وتأمل في غـزوة أحـد كيف فـداه
أبو طلحة الأنصاري وهو يقول (بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري
دون نحرك ) وام عمارة يردها ابنها في ساحة أحد وينادي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بنفسه ويقول لها ( أنت لا تطيقين ) فتقول ( بل أطيق وأطيق وأطيق ) فهذه امرأة تفعل هذا ..
وتقدم نفسها فداءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فماذا قدمنا نحن ؟ وخبيب بن عدى يصلبوه ليقتلوه
وهو يقول : ( والله ما يسرني أني في أهلي ، وأن محمداً في مكانه تصيبه شوكة )
كيف ننصــر رســـول الله صلى الله عليه وسلم ؟
حبيبي في الله ... لما أغتم صلاح الدين أسفاً وحزناً على المسجد الأقصى التزم وألزم جنوده
صيام النهار وقيام الليل ، وحكوا عنه أنه لم يجامع زوجته ، ولم يضحك لأن قلبه لم يُطق ذلك
فكيف بنا وقد صرنا نستمرئ المُرَّ ونستعـذب العـذاب،ولا نبالي هل الله تعالى عنا راض أم لا ؟
بعـض ما يمكن أن نفعله نصرة واعتذاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
1. معرفة مظاهر الجفاء لئلا نقع فيها .
2. معرفة حقوق النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه ومعجزاته ودراسة سيرته وتعلم سنته الشريفة صلى الله عليه وسلم .
3. المقاطعة العقدية : فنوالي من والى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونعادي ونترك ونخاصم من عادى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
4. المقاطعة الفكرية : للغرب الكافر وترك التأسي بهم ، وعندنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ...) .
5. المقاطعة الإقتصادية : لكل كافر يعادي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والكفر كله ملة واحدة ـ ومهما احتجنا إليهم فحاجتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم (النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ).
6. التوبة إلى الله تعالى فما نزل بنا إنما هو من محض ذنوبنا والله يعفو عن كثير ،والعبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه ، ويتوب الله على من تاب .
7. أن تـقـوم في الأمة كتيبة تـرفع راية الـدين فـتردع عـدوها وتثأرللنبي صلى الله عليه وسلم
مستشعرة قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الله الأرض
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً
ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شئ قدير إلا تنصروه فقد نصره الله ...)
ولقد رأينا من الناس العجب لمَّا لم ينفروا لنصرة نبيهم صلى الله عليه وسلم ونفروا متهافتين
بمئات الآلاف يشجعون الكرة ، ليت هذا النفير كان انصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ليت هتافاتهم كانت صرخات تنادي بعداوة من أعتدى على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليت ذلك كان هتافاً لنصرة الدين .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
8. أن يـكـون كل منا رســولاً لرســول الله صلى الله عليه وسلم ، يتجـسـد في أخلاقه أخلاق النبي
صلى الله عليه وسلم وصفاته ويبلغ الناس ما وعاه من الآيات والذكـر الحـكيم ، وأن يُـرى الله
من نفسه خيراً.
9. معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة الكرام حتى يهون علينا أي شئ نقدمه
ويكون ذلك أصلاً لمعرفة كيف قامت دولة الإسلام .
10. الدعاء بأن ينصر الله دينه ويهزم عدوه وينتقم لنبيه صلى الله عليه وسلم .
11. الإجتهاد في الأعمال الدعويه من نشر السُنة في صورة كتاب أو كتيب أو طوية أو
شريط أو عمل مجلة حائط توضع في مسجد أو مدخل عمارة أو جامعة .... إلخ .
12.إصلاح أحوال المساجد وتفعيل دورها وإعادتها لسابق عهدها.
13. إصلاح البيوت والذرية ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
أخي في الله ....
وختاماً لا بد من وقفة محاسبة مع نفسك تتفقد فيها حالك ...
* هل تعرف من صفات الله وأسمائه ما يجعلك تحبه وتعبده بإخلاص ؟
* هل حاز قلبك تقوى الله واتباعاً لرسوله صلى الله عليه وسلم يبعدك عن معاصيه ؟
* هل يملأ القرآن قلبك وتشغل به وقتك وتُعبَّد به جوارحك ؟ هل تحفظه ؟ هل أنت ممن
يتلونه ويُعلمونه ويعملون بما فيه ؟
* هل تحفظ من السُنة ما يُصلح لك دنياك وأخراك ؟
* هل تعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظمه وتوقره وتنصره في نفسك وبيتك وأهلك ومالك
ومعاملاتك ؟ هل تعرف شئاً عن صفاته، ومعجزاته ، وصحابته ، وحقوقه ؟
* هل نعرف أركان الإيمان وأركان الإسلام ، ونواقضها ؟
* هل تعلمت العلم الشرعي من فقهٍ وعقيدةٍ وحديثٍ وسيرةٍ وغير ذلك ؟
* هل تصلي الفجر جماعة في المسجد ، وكذالك سائر الصوات ؟
* هل غيرت من نفسك حتى يُغير الله بك ؟ هل هيئتك كهيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
هل مُعاملاتك كمعاملاته ؟ هل أخلاقك كأخلاقه ؟ هل همومك كهمومه ؟
أخي الحبيب ... هل تعرف أنك ستموت ؟
نعم ... ستموت وحدك ... وتفرد في القبر وحدك ... وتسأل في القبر وحدك ... ولكن
بُشـراك إن كنت مُتأسـياً برسـول الله صلى الله عليه وسلم فإنه هـناك ... على الحـوض ينتظـرك
ليسـقـيك ويشـفع لك عند الله عـز وجل .. بل ولتكـون رفيقه في الجـنة ... نعم رفيقه في
الجنة ... فتلك بشراه للمحب ( يحشر المرء مع من أحب )
فاللهم أرزقنا حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم وحب كل عمل صالح يقربنا إلى حبك .
فلتسارع يامن تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اتباع هديه والتأسي به وحب من يتبع
هديه ويتأسى به صلى الله عليه وسلم .
أنفلونزا الطيور ثم أنفلونزا الخنازير وحال الأمة
( وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر ) ولعل ما اجتاح بعض بلدان العالم ومنها مصـرنا الـغـالـيـة من هـذا الـفــيروس الخـبيث يكــون داعـياً لعــودة الناس إلى ربـهـم واعـترافـهم بـذنـوبـهم وتـوبتـهـم من تلك الـذنـوب فإنما ظـهــر كل ذلك فـينا بـذنـوبنـا
(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ايذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ).
فإن ذلك الإنذار الرهيب يحمل معنيين :
1. إما نذير خير بأن البلاء إنما هو دائماً سبب جالب لعودة الناس لربهم وتوبتهم إلى الله عز وجل حتى يكفيهم ما اهمهم ويحفظهم مما عجزوا عنه من دفع البلاء عن أنفسه حتى يتضرعواإلى الله عز وجل ويعودوا ويلجئوا بالدعاء ويجأروا إليه سبحانه وتعالى
2. وإما أن يكون ذلك نذير شؤم نتيجة لعصيان الناس مولاهم وهجر أوامره وترك نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فما وقع بلاء إلا بذنب
(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )
* فلنأخذ من هذا خيره وهو العودة إلى الله عز وجل واللجوء والتضرع والخشوع الكامل
والتذلل والإحساس بالعجز والتجرد من الحول والقوة عسى الله أن يرفع عنا هذا البلاء
ويكـون سبباً لعـودتنا إلى الله تعالى وإلى سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإلى هـذا الدين
الحنيف . قال تعالى : ( قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين
بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ماتشركون )
فليس حصن يدفع البلاء قبل وقوعه مثل الدين. وليس حصن يقاوم البلاء ويرفعه مثل الدين
وليس حصن يجعل من نزول البلاء نعمة وفضلا ً مثل الدين . إن الدين هو الحصن الحصين
ليس غير الدين حصنٌ مانعٌ من أمراض الدنيا وشرور الكافرين ... قال الله تعالى :
(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ☼ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ☼ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ☼ فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين )
فاللهم ردنا إليك رداً جميلاً وصلي الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .
أخي الحبيب
من حبك للنبي صلى الله عليه وسلم أن تبذل فداءً له ... فنرجو منك نشر هذه الكلمات
والانتفاع بها وبغيرها ولا تجعلها قاصرة عليك والدال على الخير كفاعله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
توتى- عضوفعال
- عدد الرسائل : 37
العمر : 30
مزاج اية :
علم بلدك :
مهنتك اية :
هوياتك :
الفاعليه :
السٌّمعَة : 0
نقاط : 5583
تاريخ التسجيل : 04/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى